الخميس، 8 ديسمبر 2016

الاغذيه المعدلة وراثيا بين الشك واليقين
====================
انتهى تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن الأغذية المعدلة وراثيا يمكن أن تساهم في تحسين صحة البشر ورفع معدلات التنمية في البلاد الفقيرة، بشرط التأكد من سلامتها قبل زراعتها على نطاق واسع أو تسويقها للمستهلكين.
وسعى التقرير-الذي شاركت في إعداده جهات عديدة تحت إشراف إدارة سلامة الغذاء بمنظمة الصحة العالمية- إلى تغطية كافة الجوانب الغذائية والصحية والبيئية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية لموضوع الأغذية المعدلة أو المُهندسة وراثيا.
وأكد التقرير على الجوانب الإيجابية للأغذية المعدلة وراثيا، مثل زيادة إنتاجية المحاصيل، ورفع جودة وتنوع الأغذية التي يمكن زراعتها في حيز جغرافي محدود, إضافة إلى تحسين القيمة الغذائية للأطعمة، ثم تحسين صحة الأفراد في البلدان الفقيرة.
ولكن من ناحية أخرى، نبه التقرير إلى أن بعض الجينات التي تستخدم في هذه الأغذية لم تكن موجودةً من قبل في سلاسل الغذاء، مما قد يؤدي إلى تغيرات في التركيب الوراثي للمحاصيل الموجودة فعلياً. ومن ثمّ شدد التقرير على أهمية أن تخضع الأغذية المعدلة وراثيا لاختبارات سلامة صارمة قبل زراعتها على نطاق واسع وتسويقها للمستهلكين، وأهمية تصميم برامج للرقابة طويلة المدى للاكتشاف المبكر لأي آثار سلبية.
وشجعت منظمة الصحة العالمية على أن يشمل تقييم الأغذية المعدلة وراثيا في المستقبل الجوانب
الاجتماعية
والثقافية
والأخلاقية
للتأكد من عدم وجود فجوة جينية بين البلاد التي تسمح بالتعديل الوراثي للنباتات وتلك التي لا تسمح به.
قوانين صارمة
يشار في هذا الصدد إلى أن الاتحاد الأوروبي أصدر في العام الماضي قوانين صارمة تفرض على مصنعي الأغذية أن يُعلنوا بصورة واضحة على العبوات ما إن كان المنتج الغذائي يحتوي على نباتات أو مكونات معدلة وراثيا، حتى لو لم يكن المنتج النهائي نفسه معدلا.
وكان التعديل الوراثي للنباتات قد بدأ عام1981 عندما أعلنت شركة "مونسانتو" الأميركية (أكبر مطور للمنتجات الزراعية في العالم) عن إنتاجها لنوع من التبغ المقاوِم للآفات.
وكان أول منتج محور وراثيا يطرح في الأسواق هو "طماطم سلافر فلافر" [Slavr Flavr] عام 1994 من إنتاج شركة ناشئة اسمها "كالجين". ورغم أن هذه الطماطم كانت أكثر تحملا لظروف الحرارة، وتظل طازجة لفترة أطول فإنها لم تلق القبول لدى المستهلكين نتيجة للخوف من تلك النباتات أن تؤثر على صحة متناوليها. كما أن هذه الطماطم كانت أقل مقاومة للأمراض.
ذكرت تقديرات أن حوالي 4% من اليابسة الصالحة للزراعة حملت أغذية معدلة وراثيا يتركز إنتاجها في عدد محدود من الدول حتى الآن، أهمها الولايات المتحدة.
وقد ظهرت حتى الآن نسخ معدلة من
نباتات الذرة
وفول الصويا
والبطاطس
والأرز
والقطن
وبنجر السكر.
وتمتلك شركات الأغذية الكبرى –مثل مونسانتو– معظم براءات الاختراع الخاصة بتعديل النباتات الرئيسة مثل الأرز والذرة.
توصلت الدراسة التي أجرتها جمعية المستهلكين البريطانية وشملت استطلاعا لآراء ألف شخص إلى أن المستهلكين يعتقدون أن المستفيد الرئيسي من إنتاج أطعمة معدلة وراثيا هي الشركات التي تطور تلك التكنولوجيا.
وقالت إن أقل من ثلث المستهلكين يرون أن الأغذية المنتجة من محصول معدل وراثيا فكرة يمكن قبولها،
في حين حاول 45% من الأشخاص الذين شاركوا في الاستطلاع تجنب هذه الأغذية ومكوناتها.
ووجدت الدراسة أيضا أن أقل من ثلث المستهلكين يؤيدون زراعة المحاصيل المعدلة وراثيا للاستخدام التجاري.
ومع دخول التجارب الميدانية على المحاصيل المعدلة وراثيا في بريطانيا مراحلها النهائية، طالبت شيلا ماكيشني مديرة جمعية المستهلكين بفرض حظر على طرح المزيد من المنتجات المعدلة وراثيا في السوق وعلى استغلال المحاصيل المعدلة وراثيا في الكسب التجاري في المملكة المتحدة حتى تعالج الحكومة مخاوف المستهلكين.
وأضافت أن البريطانيين يشعرون بقلق بشكل خاص من استخدام التكنولوجيا الحيوية في الأغذية بعد عدد من المشاكل الصحية الأخيرة بما فيها
مرض جنون البقر. وقالت ماكيشني "بالنظر إلى مستوى القلق العام يتعين وقف طرح أي منتجات جديدة معدلة وراثيا حتى تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لضمان سلامة الناس، رأي المستهلك واختياره هما الأمر الأكثر أهمية".
وطالبت الجمعية أيضا بعمليات تنظيمية أكثر انفتاحا وشفافية وشمولا وآليات لمتابعة
عواقب استخدام الأغذية المعدلة وراثيا على صحة الإنسان والبيئة على المدى البعيد وإجراء المزيد من الأبحاث المستقلة على الآثار البعيدة المدى للأغذية المعدلة وراثيا.
منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي لم يجدا أن الأغذية المعدلة وراثيا الموجودة في السوق حاليا يمكن أن تشكل خطرا على الصحة العامة


وبالرغم من تاكيد منظمة الصحة العالمية والاتحاد الاوربي علي مأمونية الاغذية المعدلة وراثيا الا انه هناك اعتراضات كبيرة من المنظمات الانسانية علي تلك الاغذية وهناك
انتقادات حادة لمراقبي حقوق الإنسان الذين يعملون في إطار المنظمة الدولية, بسبب تشكيكهم المتكرر بسلامة الأغذية المعدلة وراثيا والمقدمة كمنح غذائية لأفريقيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق